فصل: (سورة الأنبياء: الآيات 74- 75):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنبياء: آية 63]:

{قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (63)}.

.الإعراب:

{بل} للإضراب الانتقاليّ {هذا} بدل من كبيرهم- أو نعت- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {كانوا} ماض ناقص مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو اسم كان.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي: ما أنت فعلت ذلك، أو أي جواب آخر.
وجملة: {فعله كبيرهم} لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: {اسألوهم} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا ينطقون فاسألوهم.
وجملة: {إن كانوا ينطقون} المذكورة لا محلّ لها تفسير للشرط السابق المقدّر- أو هي استئنافيّة.. وجملة الجواب محذوفة دلّ عليها ما قبلها.
وجملة: {ينطقون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.البلاغة:

التعريض:
في قوله تعالى: {قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ} هذا من معارض الكلام. والقول فيه أنّ قصد إبراهيم صلوات اللّه عليه لم يكن إلى أن ينسب الفعل الصادر عنه إلى الصنم، وإنما قصد تقريره لنفسه، وإثباته لها، على أسلوب تعريضي، يبلغ فيه غرضه من إلزامهم الحجة وتبكيتهم، وهذا كما لو قال لك صاحبك، وقد كتبت كتابا بخط رشيق، وأنت شهير بحسن الخط: أأنت كتب هذا؟ وصاحبك أمّي لا يحسن الخط ولا يقدر إلا على خربشة فاسدة، فقلت له: بل كتبته أنت، كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك، مع الاستهزاء به، لا نفية عنك وإثباته للأميّ أو المخربش.

.[سورة الأنبياء: الآيات 64- 65]:

{فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (65)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {إلى أنفسهم} متعلق بـ: {رجعوا}، الفاء عاطفة {أنتم} ضمير منفصل مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ، {الظالمون} خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: {رجعوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {إنّكم الظالمون} في محلّ نصب مقول القول.
{على رؤوسهم} متعلق بـ حال من الواو في {نكسوا}، اللام لام القسم لقسم مقدّر قد حرف تحقيق {ما} نافية عاملة عمل ليس- أو مهملة- {هؤلاء} اسم ما في محلّ رفع- أو مبتدأ- وجملة: {نكسوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: {علمت} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم وجوابه في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو في موضع الحال من نائب الفاعل أي قائلين واللّه لقد علمت...
وجملة: {ما هؤلاء ينطقون} في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي علمت المعلّق بـ ما عن العمل.
وجملة: {ينطقون} في محلّ نصب- أو رفع- خبر ما أو هؤلاء.

.[سورة الأنبياء: الآيات 66- 67]:

{قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام الإنكاري الفاء عاطفة {من دون} متعلق بـ حال من ما {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {شيئا} مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي نفعا ما لا قليلا ولا كثيرا الواو عاطفة.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تعبدون} في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي: أتعرفون ذلك فتعبدون..
وجملة: {لا ينفعكم} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {لا يضرّكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
{أفّ} اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، {لكم} متعلق بـ: {أفّ}، الواو عاطفة {لما} متعلق بـ: {أفّ} فهو معطوف على {لكم}، {من دون} متعلق بـ حال من مفعول تعبدون المقدّر أي تعبدونه كائنا من دون اللّه الهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء عاطفة {لا} نافية.
وجملة: {أفّ لكم} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {تعبدون} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {تعقلون} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجهلتم فلا تعقلون.

.الفوائد:

- أسماء الأفعال:
أ- اسم الفعل: هو ما ناب عن الفعل بالعمل، ولم يتأثر بالعوامل. وهو نوعان: مرتجل ومنقول.
ب- اسم الفعل المرتجل:
هو ما كان من الأصل كما وصلنا، ولم يكن له استعمال آخر، مثل: أوّه، وأفّ ووي بمعنى أتوجّع وأتضجّر وأعجب.
ج- اسم الفعل المنقول:
هو ما نقل عن غيره، وبعبارة أوضح، هو ما كان له استعمال سابق، ثم نقل إلى استعمال لاحق، فيه معنى الفعل، نحو: دونك ومكانك.
ونحو عليك وإليك ورويدا وبله وحذار ونزال: فهو ينقل عن الظرف- وعن الجار والمجرور، وعن المصدر، ويكون قياسيا على وزن فعال.

.[سورة الأنبياء: آية 68]:

{قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (68)}.

.الإعراب:

{كنتم} فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {حرّقوه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {انصروا} في محلّ نصب معطوفة على جملة حرّقوه.
وجملة: {كنتم فاعلين} لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليها الكلام المتقدّم أي إن كنتم ناصرين لها فانصروها.

.[سورة الأنبياء: آية 69]:

{قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلى إبراهيم (69)}.

.الإعراب:

{نار} منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {كوني} فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والياء ضمير في محلّ رفع اسم كن {على إبراهيم} متعلق بـ: {سلاما}، وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة.
جملة: {قلنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {النداء وجوابه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كوني بردا} لا محلّ لها جواب النداء.

.الصرف:

{بردا}، مصدر سماعيّ لفعل برد يبرد باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.

.[سورة الأنبياء: الآيات 70- 73]:

{وَأَرادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْناهُمُ الأخسرين (70) وَنَجَّيْناهُ وَلُوطًا إِلَى الأرض الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ (71) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًا جَعَلْنا صالِحِينَ (72) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ (73)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {به} متعلق بـ حال من {كيدا}، الفاء عاطفة {الأخسرين} مفعول به ثان منصوب.
جملة: {أرادوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {جعلناهم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الواو عاطفة في الموضعين {لوطا} معطوف على ضمير الغائب في {نجّيناه}، {إلى الأرض} متعلق بـ فعل نجّيناه بتضمينه معنى أوصلناه {التي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للأرض {فيها} متعلق بـ: {باركنا}، {للعالمين} متعلق بـ: {باركنا}، وعلامة الجرّ الياء، فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
وجملة: {نجّيناه} لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أوجملة جعلناهم.
وجملة: {باركنا} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
{الواو} عاطفة في المواضع الثلاثة {له} متعلق بـ: {وهبنا}، {نافلة} حال منصوبة من يعقوب {كلا} مفعول به مقدّم منصوب {صالحين} مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: {وهبنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جعلناهم.
وجملة: {جعلنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جعلناهم.
الواو عاطفة في المواضع الخمسة {أئمّة} مفعول به ثان منصوب {بأمرنا} متعلق بـ: {يهدون} بتضمينه معنى يدعون {إليهم} متعلق بـ: {أوحينا}، {لنا} متعلق بـ: {عابدين} خبر كانوا.
وجملة: {جعلناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم الأولى.
وجملة: {يهدون} في محلّ نصب نعت لأئمّة.
وجملة: {أوحينا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.
وجملة: {كانوا لنا عابدين} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.

.الصرف:

{فعل}، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فعل باب فتح، وزنه فعل على لفظه بكسر فسكون.

.الفوائد:

- الأرض التي باركنا فيها:
هي بيت المقدس والقرى حوله. هي جزء من فلسطين. وقيل: كورة من أرض الشام. وفي كلمة فلسطين قولان: إما ملحقة بجمع المذكر السالم، فتعرب إعرابه، وإما ممنوعة من الصرف، فتجر بالفتحة نيابة عن الكسرة.

.[سورة الأنبياء: الآيات 74- 75]:

{وَلُوطًا آتَيْناهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لوطا} مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده {حكما} مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة في الموضعين {من القرية} متعلق بـ: {نجّيناه}، {التي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للقرية {فاسقين} خبر ثان لـ كانوا، منصوب، وعلامة النصب الياء.
جملة: {آتينا لوطا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آتيناه} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {نجّيناه} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كانت تعمل} لا محلّ لها صلة الموصول التي.
وجملة: {تعمل الخبائث} في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: {إنّهم كانوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: {كانوا قوم سوء} في محلّ رفع خبر إنّ.
الواو عاطفة {في رحمتنا} متعلق بـ: {أدخلناه}، {من الصالحين} متعلق بـ خبر إنّ.
وجملة: {أدخلناه} لا محلّ لها معطوفة على جملة {آتينا} لوطا.
وجملة: {إنّه من الصالحين} لا محلّ لها تعليليّة.

.البلاغة:

1- المجاز: في قوله تعالى: {وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ} القرية مجاز عن أهلها.
2- المجاز في قوله تعالى: {وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا}: أي في أهل رحمتنا، أي جعلناه في جملتهم وعدادهم، فالظرفية مجازية، أو في جنتنا فالظرفية حقيقية، والرحمة مجاز، ويجوز أن تكون الرحمة مجازا عن النبوة، وتكون الظرفية مجازية أيضا.

.[سورة الأنبياء: الآيات 76- 77]:

{وَنُوحًا إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (77)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {نوحا} مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، وهو على حذف مضاف أي اذكر خبر نوح {إذ} ظرف للزمن الماضي متعلق بـ المضاف المقدّر خبر نوح، {قبل} اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلق بـ: {نادى}، الفاء عاطفة في الموضعين {له} متعلق بـ: {استجبنا}، {أهله} معطوف على ضمير الغائب المفعول في {نجّيناه}، {من الكرب} متعلق بـ: {نجّيناه}.
جملة: {اذكر نوحا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {نادى} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {استجبنا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى.
وجملة: {نجّيناه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا.
الواو عاطفة {من القوم} متعلق بـ: {نصرناه} بتضمينه معنى منعناه {الذين} اسم موصول نعت للقوم {بآياتنا} متعلق بـ: {كذّبوا}، الفاء عاطفة {أجمعين} حال منصوبة من ضمير الغائب في {أغرقناهم}.
وجملة: {نصرناه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجّيناه.
وجملة: {كذّبوا} لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {إنّهم كانوا} لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {كانوا} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {أغرقناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.